فصل: تفسير الآية رقم (7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (37):

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37)}
{وكذلك} الإنزال {أنزلناه} أي القرآن {حُكْمًا عَرَبِيًّا} بلغة العرب تحكم به بين الناس {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوآءَهُم} أي الكفار فيما يدعونك إليه من ملتهم فرضاً {بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ العلم} بالتوحيد {مَا لَكَ مِنَ الله مِن} زائدة {وَلِيٍّ} ناصر {وَلاَ وَاقٍ} مانع من عذابه.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)}
ونزل لما عيَّروه بكثرة النساء {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أزواجا وَذُرِّيَّةً} أولاداً وأنت مثلهم {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ} منهم {أَن يَأْتِيَ بِئَايَةٍ إِلاّ بِإذْنِ الله} لأنهم عبيد مربوبون {لِكُلِّ أَجَلٍ} مدّة {كِتَابٌ} مكتوب فيه تحديده.

.تفسير الآية رقم (39):

{يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
{يَمْحُو الله} منه {مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ}- بالتخفيف والتشديد- فيه ما يشاء من الأحكام وغيرها {وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب} أصله الذي لا يتغير منه شيء وهو ما كتبه في الأزل.

.تفسير الآية رقم (40):

{وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
{وَإِمَّا} فيه إدغام نون (إن) الشرطية في (ما) المزيدة {نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ} به من العذاب في حياتك، وجواب الشرط محذوف: أي فذاك {أَوْ نَتَوَفَّيَنَكَ} قبل تعذيبهم {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ} لا عليك إلا التبليغ {وَعَلَيْنَا الحساب} إذا صاروا إلينا فنجازيهم.

.تفسير الآية رقم (41):

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}
{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ} أي أهل مكة {أَنَّا نَأْتِى الأرض} نقصد أرضهم {نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} بالفتح على النبي صلى الله عليه وسلم {والله يَحْكُمُ} في خلقه بما يشاء {لاَ مُعَقِّبَ} لا رادَّ {لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الحساب}.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}
{وَقَدْ مَكَرَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} من الأمم بأنبيائهم كما مكروا بك {فَلِلَّهِ المكر جَمِيعًا} وليس مكرهم كمكره، لأنه تعالى {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} فيُعدُّ لها جزاءه، وهذا هو المكر كله، لأنه يأتيهم من حيث لا يشعرون {وَسَيَعْلَمْ الكافر} المراد به الجنس. وفي قراءة {الكفار} {لِمَنْ عُقْبَى الدار} أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة، ألهم أم للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}
{وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ} لك {لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ} لهم {كفى بالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} على صدقي {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} من مؤمني اليهود والنصارى.

.سورة إبراهيم:

.تفسير الآية رقم (1):

{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}
{الر} اللّهُ أعلم بمراده بذلك، هذا القرآن {كِتَابٌ أنزلناه إِلَيْكَ} يا محمد {لِتُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات} الكفر {إِلَى النور} الإيمان {بِإِذُنِ} بأمر {رَّبُّهُمْ} ويبدل من. (إلى النور) {إلى صراط} طريق {العزيز} الغالب {الحميد} المحمود.

.تفسير الآية رقم (2):

{اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}
{الله} بالجرّ بدل أو عطف بيان وما بعده صفة والرفع مبتدأ خبره {الذي لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض} ملكاً وخلقاً وعبيداً {وَوَيْلٌ للكافرين مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.

.تفسير الآية رقم (3):

{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)}
{الذين} نعت {يَسْتَحِبُّونَ} يختارون {الحياة الدنيا عَلَى الأخرة وَيَصُدُّنَ} الناس {عَن سَبِيلِ الله} دين الإسلام {وَيَبْغُونَهَا} أي السبيل {عِوَجَا} معوجّة {أُوْلَئِكَ فِي ضلال بَعِيدٍ} عن الحق.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ} بلغة {قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ} لِيُفهمهمُ ما أتى به {فَيُضِلُّ الله مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ وَهُوَ العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بئاياتنا} التسع وقلنا له {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ} بني إسرائيل {مِنَ الظلمات} الكفر {إِلَى النور} الإِيمان {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله} بنعمه {إِنَّ فِي ذَلِكَ} التذكير {لأات لّكُلِّ صَبَّارٍ} على الطاعة {شَكُورٍ} للنعم.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)}
{وَ} اذكر {إِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوء العذاب وَيُذَبّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} المولودين {وَيَسْتَحْيُونَ} يستبقون {نِسَاءَكُمْ} لقول بعض الكهنة إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملك فرعون {وَفِى ذلكم} الإنجاء أو العذاب {بَلاءٌ} إنعام أو ابتلاء {مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}
{وَإِذْ تَأَذَّنَ} أعلم {رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ} نعمتي بالتوحيد والطاعة {لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ} جحدتم النعمة بالكفر والمعصية لأعذبنكم دل عليه {إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ}.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}
{وَقَالَ مُوسَى} لقومه {إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأرض جَمِيعًا فَإِنَّ الله لَغَنِىٌّ} عن خلقه {حَمِيدٌ} محمود في صنعه بهم.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)}
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} استفهام تقرير {نَبَؤُاْ} خبر {الذين مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ} قوم هود {وَثَمُودُ} قوم صالح {والذين مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ الله} لكثرتهم؟ {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات} بالحجج الواضحة على صدقهم {فَرَدُّواْ} أي الأمم {أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} أي إليها ليعضوا عليها من شدّة الغيظ {وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ} في زعمكم {وَإِنَّا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} موقع في الريبة.

.تفسير الآية رقم (10):

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)}
{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى الله شَكٌّ}؟ استفهام إنكار أي لا شك في توحيده للدلائل الظاهرة عليه {فَاطِرِ} خالق {السموات والارض يَدْعُوكُمْ} إلى طاعته {لِيَغْفِرَ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} (من) زائدة، فإن الإسلام يُغْفَر به ما قبله، أو تبعيضية لإِخراج حقوق العباد {وَيُؤَخِّرَكُمْ} بلا عذاب {إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} أجل الموت {قَالُواْ إِنْ} ما {أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُون أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَان يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا} من الأصنام {فَأْتُونَا بسلطان مُّبِينٍ} حجة ظاهرة على صدقكم.

.تفسير الآية رقم (11):

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن} ما {نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ} كما قلتم {ولكن الله يَمُنُّ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ} بالنبوّة {وَمَا كَانَ} ما ينبغي {لَنَا أَن نَّأْتِيَكُمْ بسلطان إِلاَّ بِإِذْنِ الله} بأمره لأننا عبيد مربوبون {وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون} يثقوا به.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)}
{وَمَا لَنَا أ} ن {لا نَتَوَكَّلَ عَلَى الله} أي لا مانع لنا من ذلك {وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ على مَا اذَيْتُمُونَا} على أذاكم {وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون}.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)}
{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ} لتصيرنَّ {فِي مِلَّتِنَا} ديننا {فأوحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظالمين} الكافرين.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)}
{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرض} أرضهم {مّن بَعْدِهِمْ} بعد هلاكهم {ذلك} النصر وإيراث الأرض {لِمَنْ خَافَ مَقَامِى} أي مقامه بين يديّ {وَخَافَ وَعِيدِ} بالعذاب.

.تفسير الآية رقم (15):

{وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)}
{واستفتحوا} استنصر الرسل بالله على قومهم {وَخَابَ} وخسر {كُلُّ جَبَّارٍ} متكبِّرٍ عن طاعة الله {عَنِيدٍ} معاند للحق.

.تفسير الآية رقم (16):

{مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16)}
{مِّن وَرَائِهِ} أي أمامه {جَهَنَّمُ} يدخلها {ويسقى} فيها {مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ} هو ماء يسيل من جوف أهل النار مختلطا بالقيح والدم.

.تفسير الآية رقم (17):

{يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)}
{يَتَجَرَّعُهُ} يبتلعه مرّة بعد مرّة لمرارته {وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} يزدرده لقبحه وكراهته {وَيَأْتِيهِ الموت} أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب.
{مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيّتٍ وَمِن وَرَائِهِ} بعد ذلك العذاب {عَذَابٌ غَلِيظٌ} قويّ متصل.

.تفسير الآية رقم (18):

{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18)}
{مَثَلُ} صفة {الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ} مبتدأ ويبدل منه {أعمالهم} الصالحة كصلة وصدقة في عدم الانتفاع بها {كَرَمَادٍ اشتدت بِهِ الريح فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} شديد هبوب الريح فجعلته هباء منثوراً لا يُقْدَرُ عليه والجار والمجرور خبر المبتدأ {لاَّ يَقْدِرُونَ} أي الكفار {مِمَّا كَسَبُواْ} عَمِلُوا في الدنيا {على شَئ} أي لا يجدون له ثواباً لعدم شرطه {ذلك هُوَ الضلال} الهلاك {البعيد}.